اخبارفنمقالات

مبادرة “صلها .. تصل” .. الحلقة التاسعة “الترزي”

 

مبادرة صلها تصل

بقلم – أ.د. أحمد
يوسف عزت

أحبائي الأعزاء…

نتحدث في هذه الحلقة،
عن الخرافة التاسعة، من خرافات قطع الرحم (أعاذكم الله منه)، ألا وهي، خرافة: (الترزي).

وهو أمر خطير ومفزع،
يصيب المرضى النفسيين (على الأغلب)، إضافة إلى طلاب الشهرة والذيوع، والترزي المقصود
في هذه الحلقة، هو: (ترزي الفتاوى)، الذي يعيث في الفقه والشرع فسادا، ويفتي في أمور
الناس والدين بغير حجة أو علم (وعادة يكون شخصا جاهلا، لا يفقه حتى طريقة الكتابة الإملائية،
فضلا عن أصول القراءة والتأويل).

يبدأ الأمر بشخص
استحوذ عليه الشيطان (لما رآه من عفونة قلبه، وكراهيته القصوى للناس)، فيُنسيه ذكر
ربه، ويزين له الإفتاء في الشرع بغير علم (مصورا له أنه المهدي المنتظر، أو أنه العبقري
الذي ليس مثله أحد!).

إن دخل (ترزي الفتاوى)
إلى مجال الأرحام؛ فإنه لن يجد في الشريعة السمحاء كلها، ما يبرر له وساوس شيطانه بقطع
الرحم، فيبدأ بالإفتاء بغير علم؛ حتى يصدقه السذج والتافهون، الذين تركوا علماء مجلس
الإفتاء بالأزهر الشريف (وهم الموجودون ليل نهار، في كل وسائل التواصل المباشر والإليكتروني)،
وانصرفوا يسمعون فتاوى (الترزي).

ولقد عزمت في حلقة
اليوم، أن أتصدى (بمشيئة الله، سبحانه وتعالى) لشياطينهم الخائبة (وليس لهم)، التي
تحاول أن تعيث في الأرض فسادا، وتقطع ما أمر الله به أن يوصل، ومن أمثلة الفتاوى التي
يخترعها هذا الترزي (دون علم، أو حتى وعي):

– الفتوى الأولى:
(صلة الأرحام مرتبطة برحم الأم فقط! وعليه؛ فإن صلات الأعمام والعمات وكل الأقارب من
جهة الأب، غير داخلة في مفهوم الرحم)؟! والرد على هذه السذاجة: إن بذرة الإبن يضعها
الأب في رحم الأم (وعليه؛ فإن الولد بُضعة أبيه وأمه) ويجب عليه أن يصل أقاربه من الجهتين
معا (دون تفرقة بين الجانبين)، ولقد قال علماء الإسلام الأثبات: “الأرحام هم الأقارب
من النسب من جهة أمك وأبيك، وهم المعنيون بقول الله -سبحانه وتعالى- في سورتي الأنفال،
والأحزاب: [وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله]، سورة الأنفال: (75)، والأحزاب:
(6).

– الفتوى الثانية:
(يجب على الكبير أن يتواصل مع أبناء رحمه الصغار؛ وإلا فلا صلة رحم) وأيضا عكس السذاجة
تلك، ولقد دحضتها (بفضل الله تعالى) في حلقة: (الأقدمية).

– الفتوى الثالثة:
(لا تتصل بمن لم يتصل بك)، ولقد فندت هذه السذاجة، في حلقة: (العدالة المزيفة).

– الفتوى الرابعة:
(من أهانك من رحمك، فلا تتواصل معه أبدا؛ حرصا على كرامتك الإنسانية)، ولقد فندت هذه
الفرية الساذجة بالكامل، في حلقة: (الكرامة).

– الفتوى الخامسة:
(إن أهل بيت الشخص وأولاده، أهم بكثير جدا من إخوته وأقاربه وبني رحمه)، ولقد فندت
هذه الفرية الساذجة، في حلقة: (الشريك).

أحبائي، أرجوكم
وأناشدكم، أن تتصدوا بقوة وحكمة (ونحن في هذا الشهر المبارك) لشياطين الإنس، الذين
يفتون في الدين بغير علم ولا تقوى، الذين يريدون أن يريحوا أنفسهم الضالة والمنحرفة
والكارهة لاجتماع بني الرحم الواحد.

إن تقوى الله
(أحبائي) توجد أصلا في صلة الرحم، ففي سورة النساء، قال الله (العلي العظيم): [واتقوا
الله الذي تسآءلون به والأرحام * إن الله كان عليكم رقيبا].

الوصية التاسعة:
(لا لترزي الفتاوى في الأرحام).

#صلها_تصل

#رمضان2024_عام_الأرحام

#لايدخل_الجنة_قاطع

أ.د. أحمد يوسف عزت



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى