اخبارفنمقالات

مبادرة “صلها .. تصل” .. الحلقة السابعة “العدالة المزيفة”

 

مبادرة صلها تصل

بقلم – أ.د. أحمد
يوسف عزت

أحبائي الأعزاء…

نتحدث في هذه الحلقة،
عن الخرافة السابعة، من خرافات قطع الرحم (أعاذكم الله منه)، ألا وهي، خرافة: (العدالة
المزيفة
).

إن تعريف (العدالة):
هو المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات، وعدم الإنحياز لطرف دون آخر، وهي قاعدة
اجتماعية أساسية؛ لاستمرار حياة البشر، هذا في مجال علاقة الإنسان بوطنه، ومجتمعه بشكل
عام.

أما في مجال (صلات
الرحم)، فإن تطبيق هذا المفهوم (عن قصد، أو جهالة)؛ يؤدي (حتما) إلى قطيعة عظمى، بين
بني الرحم.

ولقد رأيت في حياتي،
تطبيق الناس لهذه الخرافة البشعة، التي تهتك الصلات الغالية والنبيلة، بين أرحام البشر،
ومن أمثلة تطبيق مفهوم (العدالة المزيفة) في الأرحام:

– فلانة (والمرأة
أكثر في هذا الأمر؛ لتغلب الأمور الوجدانية على نفسيتها) لا تتصل بأخيها، أو أختها،
أو عمها، أو خالتها…إلخ؛ لأنها لم تعد تتصل بها منذ فترة؟!

– فلان لا يكلم
أخاه؛ لأن ابن أخيه لا يتحدث معه، مثلما يتحدث إبنه مع عمه!

– فلان يُقسِم
بالله ثلاثا على أولاده ألا يحدثوا أخوالهم أو عماتهم؛ لأنهم تقابلوا صدفة في مكان
عام، ولم (يعطوهم وجها)!

– فلانة تقول بصوت
جهوري: “هوا أنا مليش لازمة؛ علشان أكلمه تلات مرات، وهوا ميفكرش حتى يتصل بيا
مرة واحدة… هوا أنا مَلقِية”؟!

– فلانة تقطع رحمها
في الأيام المباركات، أو في الأعياد الإسلامية (بمنتهى السهولة، وهي لا تعلم أنها أمام
عظيم)؛ لأجل أنها علقت لابن أخيها، أو أختها على (فيس بوك)، ولم يرد عليها!

ما هذا الهراء
والعبث الذي نحياه ليل نهار؟!. إن هذه الأمثلة (وأبشع وأتفه منها) تحيا بيننا، وهي
مرتكبة لجريمة قطع الرحم (مع سبق الإصرار والترصد)؛ وهي تحسب (للأسف الشديد) أنها تفهم
(فهما عميقا) صلة الرحم (وهي أبعد ما تكون عن الفهم). لأن رسول الله (صلى الله عليه
وسلم)، قد وضع شروط صلة الرحم بصورة كاملة (لا تقبل الالتفاف والتأويل)، والتي تهدم
خرافة (العدالة المزيفة) من الجذور؛ حيث قال، في الحديث الصحيح: “ليس الواصل بالمكافيء
(أي: ليست صلة الرحم، هي مكافئة من وصلك بوصله)، ولكن الواصل الذي إذا قُطِعَت رحمه
وصلها”.

وفي صحيح البخاري:
“قال له رجل: يا رسول الله! إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون
إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي. فقال له (صلى الله عليه وسلم
): لئن كنت كما
قلت؛ فكأنما تسفهم المل (المل يعني: الرماد الحامي)، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم،
ما دمت على ذلك”.

والمعنى أن المسألة
فيها خير عظيم للإنسان؛ إن هو وصل واستقام وصبر، ولو قابلوه بالإساءة، إذا صبر عليهم،
وأدى حقه؛ فهو على خير عظيم، وله العاقبة الحميدة، وهذا هو عنوان الصلة الحقيقية (الذي
يرضي الله ورسوله). أرجوكم أحبائي، اقضوا على هذه الخرافة الشنيعة، وصلوا من قطعكم،
وأحسنوا إلى من أساء إليكم من ذويكم، وسامحوا واصبروا وصابروا (لأنكم من رحم واحد)؛
وانتظروا (لقاء صبركم على من آذاكم من رحمكم) رضوان الله، وجنة عرضها السموات والأرض،
أعدت للمتقين.

الوصية السابعة
(لا عدالة في الأرحام).

#صلها_تصل

#رمضان2024_عام_الأرحام

#لايدخل_الجنة_قاطع

أ.د. أحمد يوسف عزت


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى