![]() |
مبادرة صلها تصل |
بقلم – أ.د. أحمد
يوسف عزت
أحبائي الأعزاء…
نتحدث في هذه الحلقة،
عن الخرافة الثامنة، من خرافات قطع الرحم (أعاذكم الله منه)، ألا وهي، خرافة: (المصلحة).
إن هذه الخرافة
بالتحديد، لهي من أشرس وأقبح ما يمكن تصوره، والمقصود بالمصلحة، ليس مفهوم: (المصلحة
العامة)، فهو مصطلح اجتماعي جيد ومنتج، وإنما المقصود (هاهنا) هو: الغرض الشخصي، والخبيث،
والأناني، الذي (من أجله) يقطع المرء صلاته الأسمى بأرحامه (وإن متاع الدنيا لقليل…
قليل).
ومن أمثلة تفشي
وشيوع هذه الخرافة المزعجة، في مجتمعاتنا المصرية والعربية، والتي أثرت تأثيرا رهيبا،
في ترابط صلة الأرحام، ما هو آتٍ:
– فلان يطلق ابنة
عمه أو ابنة خالته؛ بعد أن أصابها (المرض الخبيث) أعاذكم الله منه، ويذهب ليتزوج بأخرى
(معتقدا أن مصلحته في الزواج بأخرى، وهو قاطع للرحم، ومطلق لزوجته في محنتها)، والعكس
صحيح.
– فلانة تهجر ابن
خالتها وخطيبها؛ بعد أن تقدم خطيب آخر، فتختار الآخر؛ طمعا في زواج موسر! (المصلحة
المادية طغت على رابطة الأرحام، ولا يجوز لأحد أن يخطب فوق خطبة أخيه).
– فلانة تشي بأسرار ابنة خالتها عند خالتها؛ من أجل
أن تبعد ابنة خالتها عن أخيها؛ حتى يتأخر زواج ابنة أخيها، مثلما تأخر زواجها (مصلحة
الاعتداد المريض بالنفس).
– فلانة تذهب بأثر
قريبتها: (قطعة من قماشها، أو منديل به عرقها، أو صورتها مع أولادها…إلخ) لدجال ساذج،
اعتقادا منها (والنساء قريبات إلى فكرة الأعمال؛ لسيطرة الجانب العاطفي على تفكيرهن
أغلب الوقت) أن قريبتها تحسدها، وتنظر لما في بيتها. فيقوم الدجال الماكر، بعمل (تعاويذ
خبيثة لا قيمة لها) لصاحبة الأثر؛ حتى يثبت لمن أتته، أن قريبتها فاسدة، ويحلل (في
الوقت نفسه) الأموال القذرة، التي سيتعاطاها لقاء هذا البؤس المأفون (وما هم بضارين
به من أحد إلا بإذن الله). مصلحة صيانة البيت، على حساب صيانة الأرحام!
وهناك (المصلحة
العكسية)، وهي أن يتودد فلان إلى ابن عمته، أو ابن خاله، أو جده لأمه…إلخ. من أجل
أن يناله نصيب من أموالهم، أو نفوذهم وسطوتهم. وبعد أن يتحقق مراده، يقطع صلته الهشة،
والمبنية على خرافة: (المصلحة) الحقيرة؛ فتفسد الأرحام، وتتقطع الصلات بين أبناء الرحم
الواحد. سادتي الكرام، إن من يسير وراء خرافة المصلحة الدنيوية التافهة؛ فيقطع أرحامه
وذويه، سوف يناله (حتما) عقاب الله (تعالى) في الدنيا والآخرة، ومن أمثلة ما يحدث لقاطع
الرحم: (قلة الأرزاق المفاجئة، وقلة البركة في نفسه وبيته وأولاده، والإحساس الدائم
بالإحباط والكآبة وعدمية الدنيا، واضطراب مفهوم التقوى، وسوء الأخلاق، والفجر في الخصومة،
وتخوين الجميع، وضيق الصدر الدائم).
ولقد قال الله
(سبحانه وتعالى) في كتابه العزيز، في سورة (محمد)؛ محذرا (سبحانه)، من عقوبة قطع الأرحام:
[فهل عسيتم إن توليتم * أن تفسدوا في الأرض * وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم
الله * فأصمهم وأعمى أبصارهم * أفلا يتدبرون القرآن * أم على قلوب أقفالها].
والخطاب في تلك
الآية (كما قال فضيلة شيخ الأزهر) موجه لمن أعرض عن أوامر الله (سبحانه)؛ بما يؤدي
إلى: تمزق الأسر، وتشريد ذوي الأرحام. أرجوكم سادتي الكرام، لا تجعلوا خرافة (المصلحة)
والأنانية الخبيثة، سبيلا لقطع الأرحام (صلوا أرحامكم بحب وإيمان).
الوصية الثامنة:
(لا مصلحة في الأرحام).
#صلها_تصل
#رمضان2024_عام_الأرحام
#لايدخل_الجنة_قاطع
![]() |
أ.د. أحمد يوسف عزت |