![]() |
مبادرة صلها تصل |
بقلم – أ.د أحمد
يوسف عزت
أحبائي الأعزاء…
نتحدث في هذه الحلقة؛
عن الخرافة الثالثة، من خرافات قطع الرحم – أعاذكم الله منه – ألا وهي خرافة: (الشريك).
وهي من أشرس وأخطر
الخرافات، وأشدها فتكا بالأرحام، وهي عبارة عن سطوة الشريك على شريكه لقطع الرحم، فنرى
مثلا: الزوجة تشترط على زوجها قطع صلته بأخيه، أو أخته، أو عمته، أو إبنة خاله… إلخ؛
وإلا تركت له منزل الزوجية وهجرته، وكذا الزوج؛ الذي يشترط على زوجته أن تقطع رحمها
– معتمدا مثلا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي صححه الترمذي والحاكم ووافقه
الذهبي: “لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها”
– متناسيا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق!.
العجيب في الأمر
أن كثيرا جدا من الأزواج والزوجات يستجيبون لأوامر شركائهم وأزواجهم؛ ويقطعون أرحامهم
بأيديهم، معتقدين أن ذلك أفضل لاستدامة حياة زوجية، تقوم على أساس من قطيعة الأرحام
(أسرة منزوعة البركة).
ونحن لا نريد أن
نعالج الخطأ بخطأ أكبر، لا نريد أن يهجر الرجل امرأته، التي تأمره بقطع الرحم (هداها
الله، وأراح نفسيتها المضطربة)، وإلا فنحن كالمستجير من الرمضاء بالنار: إما أن تقطع
الرحم (فرحة الشيطان الكبرى)، وإما أن تهدم أسرتك (فرحة الشيطان الغالية).
وإنما مطلوب من
الطرفين إعمال العقل، والموازنة الآمنة (ما استطاعا إلى ذلك سبيلا) بين: صلة الرحم،
والحياة الزوجية (لأننا لا نريد، لا سمح الله، أن يضطر المرء اضطرارا لقطع الرحم، أو
هدم البيت؛ إرضاء لشريك حياته).
إن المطلوب – بعد
الإجتهاد، واستيفاء بركات السماء – هو: الموازنة، واستخدام الحيل الطيبة، وترجيح العقل
(والمؤمن ذكي بفطرته)، إضافة إلى محاولة ومحاولة ومحاولات (لا تعرف اليأس)، لإذابة
الفوارق والخلافات بين الطرفين، واستغلال المناسبات الروحية والاجتماعية السعيدة، وصنع
جسر يصل بين الرحم والشريك، وإعلام الزوجة والزوج، أن قطع الرحم خطيئة عظمى، موجبة
لكل الشرور والآثام (وأن من أمر بقطع الرحم، سيقطع أبناؤه رحمه يوما ما).
ومن الفتاوى التاريخية
المشهورة لدار الإفتاء المصرية، الفتوى رقم: (2372)، بتاريخ: (30 أغسطس 2005م)، وكانت
بعنوان: (إجبار الزوج زوجته على قطع الرحم)، وجاء نصها كالآتي: (صلة الرحم واجبة شرعا،
وليس للزوج أن يمنع زوجته من الخروج إلى والديها أو أحدهما، ولو مرة في الأسبوع …
ولا يحق له – تحت دعوى وجوب الطاعة – أن يعزلها عن مجتمعها، بل الواجب عليه أن يحسن
عشرتها؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “خيركم خيركم لأهله” رواه الترمذي.
وأنا أعلم علم
اليقين؛ أن هناك ملابسات كثيرة جدا، ومنها:
– غيرة الزوجة،
من زوجة الأخ (وهي من أكثر النوازع النفسية شيوعا في المجتمع).
– غيرة الزوج،
من إبن عمها (أو إبن خالتها)، الذي أراد أن يتزوجها في الماضي.
– خوف الزوجة،
أن ينفق الزوج ماله ووقته على أهله؛ ويترك البيت فراغا.
– خوف الزوج، من
سيطرة الأم على ابنتها؛ فتتأبى عليه، وتطلب منه ما لا يطاق.
وغيره وغيره من
الملابسات التي لا تحصى ولا تعد، وكلها – إن لاحظتم أحبائي – يدور في فضاء: الخوف،
والغيرة، والرغبة في الاستحواذ الكامل، وكلها في الوقت نفسه (مع احترامي للكافة) أوهام
شيطانية، تلازم الشخص، وتفقده صوابه.
أرجوكم أحبائي،
لا تقعوا فريسة هذه الخرافة الخطيرة، ووازنوا بين أرحامكم وبيوتكم … أثابكم الله.
الوصية الثالثة:
“لا شريك .. في الأرحام“.
#صلها_تصل
#رمضان2024_عام_الأرحام
#لايدخل_الجنة_قاطع
![]() |
أ.د. أحمد يوسف عزت |