![]() |
مبادرة صلها تصل |
بقلم – أ.د أحمد
يوسف عزت
أحبائي الأعزاء…
نتحدث في هذه الحلقة،
عن الخرافة الخامسة من خرافات قطع الرحم (أعاذكم الله منه)، ألا وهي خرافة: (الإنتقام).
والإنتقام في تعريف
أبي هلال العسكري: “سلب النعمة بالعذاب”.. وهو أشرس بمراحل، من مفهوم: (العقوبة).
والإنتقام (وإن
كان مندوبا للدفاع عن الوطن مثلا)؛ إلا أنه لا يمكن أن يكون هناك انتقام بين بني الرحم
الواحد (هل ينتقم الإنسان من نفسه؟!)، إن الإنتقام شعور إنساني مركب، يشبه طبقات الأرض،
عبارة عن مستويات يتراكم بعضها فوق بعض، يبدأ بشعور الغضب، ثم يتلوه شعور الكراهية،
ويثيره شعور المرء بالمظلومية.
وكم من أرحام
(لا تعد ولا تُحصَى) قُطِّعَت وانتهكت؛ بهذه الخرافة البغيضة، ومنه مثلا: أن رجلا تزوج
بابنة عمه، ثم طلقها؛ بعد أن استحالت الحياة بينهما، فتبدأ أم البنت (وربما عمه شخصيا)
بالانتقام من ابن الأخت، بأشكال متعددة وصعبة وسخيفة: قطع شهرية كانت تعطى للأبناء،
وقطع التواصل، والسباب واللعان وتشويه السمعة عند القريب والبعيد، ومنع أبنائه من التواصل
مع عائلة الأخت.
وهناك انتقام بين
أبناء العائلة الواحدة، قد يطول لسنوات وسنوات، ويكون السبب (كالعادة) تافها في الحقيقة،
وعظيما في عيني من سلم نفسه لخرافة الإنتقام، ووساوس الشيطان: فلان ابن أخي يسخر من
ابنتي، وهذا الولد من عائلة الأخت يتعرض بنظرة أو موقف غير لائق لقريبته… إلخ.
حتى في المستويات
التي يبدو فيها الإنتقام أمرا مبررا (ولا يمكن أن يكون مبررا مهما حدث)، ومن ذلك: أكل
الأخ مال أخته من ورثها (كأن يعطيها شيئا بخسا من الأموال؛ حتى لا يكون لزوجها سهم
في أرض العائلة…إلخ)، وحتى جرائم القتل الخطأ بين أبناء العمومة والأخوال (وهي موجودة
في أنحاء مصر كلها)، وحتى الجرائم الأخلاقية، و(جرجرة) الأهالي لذويهم في المحاكم أو
ما شابه.
كل ذلك وأكثر منه؛
لا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى قطيعة الأرحام، ولنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
الأسوة الحسنة، ففي صحيح البخاري، من حديث السيدة عائشة (رضي الله عنها وأرضاها) أنها
قالت: “وما انتقم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه في شيء قط، إلا أن تنتهك
حرمة الله”، وفي كتاب الله العظيم، في سورة الشورى، قال (سبحانه وتعالى): [وإذا
ما غضبوا هم يغفرون]، وفي السورة نفسها، قال الله: [فمن عفا وأصلح فأجره على الله].
وإنني لأناشدكم
يا أحبائي، أن تنسوا (تماما) خرافة الإنتقام من ذوي الأرحام، إنه لأمر بشع للغاية،
وينذر بشر أبشع (تتناقله الأجيال).
الوصية الخامسة:
(لا انتقام من الأرحام).
#صلها_تصل
#رمضان2024_عام_الأرحام
#لايدخل_الجنة_قاطع
![]() |
أ.د. أحمد يوسف عزت |