فن

محمد مزروع يكتب: (بابا.. أنا آسف) .. دعوة للمشاهدة

أبطال العرض المسرحى بابا.. أنا آسف

أدعو
كل أسرة بورسعيدية أن تصحب أطفالها لمشاهدة مسرحية  بابا.. أنا آسف… على مسرح قصر ثقافة بورسعيد،
يوميا من الساعه 9 والعرض مستمر ليوم 2023/7/15 الجارى.

بابا..
أنا آسف، من تأليف الكاتب البورسعيدي/ سامح الرازقي, واخراج المبدع المخرج/ محمد الدسوقي.

العرض
المسرحى  بابا.. أنا آسف، ليس موجها للأطفال
فقط، ولكننى أرى أنه موجه للكبار أيضا
، وكيفية
التعامل باللين والحكمة مع طموح أو جموح أبنائهم.

فالمسرحية
تحكى على
  لسان صاحب الحواديت الحكواتى..

الفنان
القدير المتمكن (حسني عكري)، ومعه مساعديه الفنانة الشابة (بسمة مجاهد.. الأم البديلة)  والفنان الشاب (محمد مجاهد.. الأراجوز والأب البديل).

وتحكى
عن عائلة صغيرة مكونه من أب: (الفنان خالد جمعة)، وأم ( الفنانة سارة هاني)، وإبن(الفنان
الصغير الواعد سليم الصفطي)، وإبنة (الفنانة الصغيرة فرح الرفاعي).

الأب
والأم كسائرالوالدين
المحبين لأبنائهم، ولديهما إبنة مطيعة متفهمة،
ولديهما إبن طامح ولكن طلباته بدون سقف، ومتخيل أن الأب أي كانت حالته الإقتصادية يملك
العصي السحرية لتلبية أى طلب، وكل طلب يتمناه الأبن دون النظر والشعور بما يكابده الأب
من مشقة لتوفير الحياة الكريمة لعائلته، رغم أن الأب لم يتوانى فى إرضاء إبنه ولكن
مسئوليته التربوية تجعله توصيل معني الجهد والتفكير لإبنه حتي لا ينشأ على الإتكالية
… وترسيخ مفهوم فكر وأعمل حتي تصل لمطلبك ولاتنظر لغيرك.

ويضع
الأب إبنه باختبار مفتعل، ويتخفى الأب والأم ليلاحظوا رد فعل الإبن وتصرفاته مع المأذق
المفتعل من الأب لكى يختبر إبنه، وبنفس الوقت يعلمه التعامل الصائب مع ما يقابله من
معضلات ليعى أن الأشياء لا تؤتى بالإتكالية إنما بالتفكيروالعمل والجهد، وبالفعل يعى
الإبن الدرس ويفيق من غفوة طموحاته الإتكالية ليقدم الأسف لوالده، ووصوله لمعنى أن
التفكير مع العمل هما الطريق الأمثل للوصول لكل مطلب.

وهكذا
تدور أحداث المسرحية دون الوعظ المباشر أو التلقين العلنى، فخرج لنا عمل متكامل من
حيث النص والإخراج والتمثيل وباقى العناصر المكملة للعرض.

محمد
الدسوقي كمخرج لا يحتاج من يقيم فكره .. هذا الرجل أخرج ما يقارب ال 70 عملا مسرحيا
مابين أعمال مسرحية للكبار والأطفال، وبكبار ممثلين مصر ومشاهيرها.

وبداية
أقف له احتراما لتمسكه بمبدأ الإلتزام الأخلاقى تحت أى ظرف وبدون استثناء أو مجاملة
حتي لأقرب الأقربين، فالإلتزام يسرى على الجميع بدون أستثناء

فنراه
يغلق أبواب المسرح جميعها قبل فتح الستار بدقائق، بل ويطلب من الحضور عدم إفساد متعة
الإستماع والمشاهدة  لغيرهم، وبعد فتح الستار
يتم فتح الأبواب الجانبية للصالة فقط

مراعاه
لبكاء طفل، لتتولاه أسرته بالسكوت خارج صالة المشاهدة .. نظام جميل أتمنى أن يسرى على
جميع العروض داخل الثقافة الجماهيرية.

نجح
محمد الدسوقي باختيار عناصره كلها، من نص مسرحي واختيار ممثلين كبار وصغار، وكلمات
وألحان ومؤثرات بصرية وسمعية، وديكور وأداء حركى.

فخرج
لنا عمل متكامل بلا أى شوائب أو مجال للخطأ …

نجح
بإيصال مضمون الحدوتة دون ملل أو دون تلقين ووعظ.

وأكاد
أشك بأن محمد الدسوقي كشخص ناضج هو المخرج .. فمن يخرج عمل بهذا الحس البديع لا يتعدى
أن يكون بداخله طفل متعايش مع إحساس الطفولة بكل خيالاته، حتي أصغر التفاصيل وبكل ألوان
الطفولة المبهجة وكيفية ترجمته لعمل  مسرحى
.. هذا هو الإبداع الحقيقى … وهذه ليست مجاملة أو إشادة للمخرج محمد الدسوقي بقدر
ماهى شاهدة قدمها له من لا يعرف المجاملة أو التزلف.

فحين وجودى بالصالة لمشاهدة
العرض لفت نظرى سيدة صغيرة السن لا يتجاوز عمرها منتصف العشرينات، تحمل رضيعا بالكاد
يصل عمره العام الواحد مشدوه بالأحداث ولكن لا يعي مجريات
المسرحية
إلا بحاله واحدة !! .. فحينما تبدأ الموسيقى والأغانى مع الأداء الحركى يبدأ الصغير
بالحركة والتمايل راقصا بدون كسر لحركاته الراقصة، فكلها متناغمة متناسقه حتي بحركات
زراعيه الطفولية … بحق هذة شهادة للمخرج والملحن الموسيقار/ أحمد العجمي أيضا، فعرفوا
كيف يصلون للطفل ومداعبة حسه الطفولي … وأيضا بعد نهاية العرض كنت واقفا متناقشا
مع أحد أساتذتى، وكان قد استضاف أسرة مصرية مقيمة بالولايات المتحدة من مدة كبيرة،
وأثناء إجازتهم ببورسعيد دعاهم مضيفهم لحضور العرض المسرحى، فخرجوا يشيدون بأنهم طوال
مدة إقامتهم بأمريكا وحضور عروض مسرحية للأطفال لم يصادفوا عرضا مكتمل وبهذه الدقة
كعرض بابا.. أنا آسف .. فكانت هذه الشهادة الثانية لمحمد الدسوقي.

أما
ثالث شهادة بحقه كانت اكتمال جميع مقاعد المسرح سواء بالصالة أو البلكون بالمشاهدين
أطفالا وكبارا.

شكرا
للمخرج محمد الدسوقي على هذا العمل الفنى الرائع بمضمونه وترجمة المضمون لعرض مسرحى.

شكرا
لكل عناصر العمل مجتمعين ودون ذكر الأسماء لعدم الإطالة.

شكرا
للممثلين صغارا وكبارا
.

شكرا
للسينوغرافيا البصرية ديكور وإضاءة مصممين وفنيين.

شكرا
للمؤثرات السمعية من موسيقى وألحان ومؤثرات وفنيين.

شكرا
كريم مصطفي مدرب ومخرج الإستعراضات وفرقته الصغيرة.

شكرا
لطاقم الإداره المسرحية
: مخرج مساعد ومخرج منفذ ومدير
مسرح وإدارة مسرحية لحسن الإدارة والإلتزام.

شكرا
لجميع أفراد الأمن للنظام والمجهود الكبير لحفظه.

شكرا
…. المخرج محمد الدسوقي.

الأديب محمد مزروع


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى