أخبارأخبار عالميةاقتصاد

عيد القوات البحرية المصرية ال 56 لإغراق المدمرة إيلات

 

عيد القوات البحرية

كتب – رشا كامل

قامت القوات البحرية
المصرية إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية “إيلات” في البحر الأبيض المتوسط
أمام مدينة بورسعيد في 21 اكتوبر 1967 بعد أربع أشهر من نكسة 67، وهي عملية مختلفة
تماما عن عمليات الهجوم علي ميناء إيلات الإسرائيلي وإغراق الناقلتين “بيت شيفع”
و “بات يام”، حيث وقعت هذه المعركة في بورسعيد بالتحديد شرق خط 12 ميل شرقى
الميناء.

كانت القيادة الإسرائيلية
قد استغلت فترة إيقاف النار لمعركة بحرية على مشارف ميناء بورسعيد، واتخذت الإجراءات
التي تُجبر وحدات اللنشات المصرية على دخول المعارك في الوقت والمكان الذي يناسب القطع
البحرية الإسرائيلية، وتركزت خطة القيادة الإسرائيلية على أن تقوم المدمرة المعروفة
في ذلك الوقت “إيلات” بالمرور شمالاً بإتجاه البحر وفي مدى رؤية رادارات
قاعدة بورسعيد، في نفس الوقت الذي يتحرك فيه لنشي طوربيد – من طراز (ملان) الفرنسية
الصنع – جنوبًا بإتجاه الساحل، وفي حال إكتشاف أى وحدة بحرية مصرية يتم الإشتباك معها
فورًا وتدميرها.

حيث على الجانب
الآخر كانت دورية الطوربيد المصرية – المكونة من لنشين يضم الأول قائد السرب
“نقيب بحرى / عونى عازر ، ومساعده ملازم / رجائى حتاتة”، ويضم الثانى
“نقيب/ ممدوح شمس، ومساعده ملازم أول / صلاح غيث” – تنفذ مرورًا روتينيًا
لتأمين الميناء والإستطلاع للإبلاغ عن أى أهداف تكتشف في نطاق المياه الإقليمية المصرية،
وعلى بعد 16 ميل شمال شرق بورسعيد تمكنت الدورية من إكتشاف المدمرة “إيلات”،
فتم إبلاغ القيادة لاسلكيًا، ثم انطلقت اللنشات المصرية مدفوعة بثورة الغضب ورغبة عارمة
في الثأر واسترداد الكرامة المُهدرة منذ شهر وأكثر وبينما كان النقيب “عونى”
ينطلق بإقصى سرعة تسمح بها محركات اللنش الخاص به صوب المدمرة، ظهر فجأة لنشى الطوربيد
الإسرائيليين، وبدأت تهاجم الدورية المصرية من الجانب الخلفى، فأسرع عونى يبلغ القيادة
بالموقف الجديد، وتلقى تعليمات مشددة بتجنب الإشتباك ومحاولة التخلص من المعركة بأى
شكل.

كما كان آوان التراجع
لم يعد متاحًا – وبدأت معركة غير متكافئة بين لنشات الطوربيد المصرية والإسرائيلية،
في ظل مساندة المدمرة ” إيلات”.

وعلى الرغم من
عدم التكافؤ الواضح، إلا أن الدورية المصرية بقيادة نقيب “عونى عازر” نجحت
في الخروج من دائرة الضوء التي كانت ترسلها المدمرة مع وابل من النيران الكثيفة ومع
تعقد الموقف وأستحالة التراجع، إتخذ “عونى” قرارًا بالقيام بهجوم انتحارى
وأمر مساعده ملازم “رجائي حتاتة” بنزع فتيل الأمان من قذائف الأعماق، وانقض
بزاوية عمودية على الجانب الأيمن من المدمرة في محاولة لتدميرها وإنهاء المعركة، ومع
وضوح نية اللنش المصرى ازدادت كثافة النيران الصادرة من المدمرة وانضم إليها لنشى الطوربيد،
في محاولة لإيقاف لنش النقيب عونى قبل بلوغ المدمرة، وعلى مسافة 30 مترًا من المدمرة
أنفجر اللنش المصرى واستشهد النقيب / عونى عازر ومساعده ملازم / رجائى حتاتة، كما استشهد
طاقم اللنش بالكامل، بينما أصيب ثمانية من طاقم المدمرة “إيلات” من جراء
تبادل النيران مع أطقم الدورية المصرية البحرية ـ إضافةٍ إلى تدمير موتور رادار المدمرة
وإصابات مباشرة للجانب الأيمن للسفينة.

وبمجرد أن صدرت
أوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية، خرج لنشان
صاروخيان من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة، هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب المدمرة
إصابة مباشرة فأخذت تميل عل جانبها، وبعد إطلاق الصاروخ الثانى تم إغراق المدمرة الإسرائيلية
“إيلات” شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967، وعليها طاقمها
وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بحوالى ميل بحرى، وعاد اللنشان إلى
القاعدة لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات المسلحة لهذا العمل الذى تم بسرعة
وكفاءة.

وطلبت إسرائيل
من قوات الرقابة الدولية أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بعملية الإنقاذ للأفراد الذين
هبطوا إلى الماء عند غرق المدمرة، واستجابت مصر لطلب قوات الرقابة الدولية بعدم التدخل
في عملية الإنقاذ التي تمت على ضوء المشاعل التي تلقيها الطائرات، ولم تنتهز مصر هذه
الفرصة للقضاء على الأفراد الذين كان يتم إنقاذهم.

حيث كان إغراق
المدمرة إيلات بواسطة صاروخين بحريين سطح / سطح لأول مرة بداية مرحلة جديدة من مراحل
تطوير الأسلحة البحرية والقتال البحرى في العالم، وتم تسجيل هذه المعركة ضمن أشهر المعرك
البحرية في التاريخ، وبعد نجاح المهمة صدر قرار جمهورى بمنح كل الضباط والجنود الذين
شاركوا في العملية أوسمة وأنواط، وأصبح غرق المدمرة إيلات في 21 اكتوبر 1967 عيدا للقوات
البحرية المصرية، وأشادت الدوائر العسكرية بالشجاعة النادرة لقادة اللنشات المصرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى