محمد مزروع يكتب.. “حــــــلـم”
ضمن فاعليات نوادي المسرح للأطفال، قدمت فرقة
فرع ثقافة بورسعيد للطفل، مساء الأربعاء 21/6/2023، آخر أيام عرض مسرحية “حلم”،
علي مسرح قصر ثقافة بورسعيد.
” حلم ” تأليف أحمد سمير، إعداد وإخراج
إسلام الكفراوى، أشعار أحمد شلبي، ألحان وتوزيع محمد نصر.
للأسف وبحقيقة الأمر أنا لا أعرف القصة الأصلية
أو مؤلفها.
والقصة الوحيدة التي أعرفها بإسم “فتاة النفايات”،
هي قصة توجيه بيئي للأطفال لمؤلفة إماراتية هى
(رحيق الزبير طه).
وأعتقد أنها تتشابهه مع مضمون المسرحية ولكن مع
الإختلافات في التفاصيل.
العرض المسرحي “حلم” هو أول تجارب المخرج
الشاب “إسلام الكفراوي”، والذى أرى انه أجاد الإخراج ولم يجيد الإعداد لهذه
المسرحية.
أجاد الإخراج إذا علمنا أن العمل مع الأطفال مرهق
وصعب للغاية، سواء بالتوجيه أو إبراز مواهبهم التمثيلية والإستعراضية.
تحكي المسرحية عن طفلة تكره الصحو مبكرا، وهذا
جعلها تكره الذهاب للمدرسة، ولكن ظروف معيشتها الفقيرة تجعلها تنزل سوق العمل كبائعة
لتساعد جدتها في أمور معيشتهم هي وأختها الأصغر، ولها موهبة الحكي وقص الروايات والحواديت،
و (للأسف أولي أخطاء المخرج كمعد لم يعطينا ولو إشارة أنها يتيمة الابوين).
وأثناء نومها بغرفتها، تحلم بظهور مارد صغير يخرج من كتاب للحواديت ليحقق لها
أحلامها كما تريد !!!!
وتطلب منه أن تكون أميرة أو ملكة لتتخلص من فقرها،
وبالفعل يحولها المارد لملكة، ولكن بزمن المصريين القدماء، وتعيش حالة أنها ملكة ولها
وزير وخدم، وتلتقي بامرأة محتالة تدعي أنها عرافة متنبئة، وبنفس الوقت الوزير يستنكر
كونها ملكة، فيتفق مع العرافة لحيلة تهز عرشها ولا تعرف لها حل، وهنا تخبرها العرافة
بأن عليها تقديم قربان لنهر النيل عبارة عن 4 فتيات، حتي يفيض النهر ولا تقع مملكتها
تحت رحمة الجفاف والعطش، ولكن الفتاة تنتبه للمؤامرة وتتصنع الموافقة وتفجر لهم المفاجأة،
أنها ستنقذ الفتيات الأربع وتقدم نفسها هي كقربان للنهر وتنقذ مملكتها من الجفاف والعطش.
بعدها ينصب الوزير نفسه كملك وتطالبه العرافة
بنصيبها في الملك، ولكن ليس بالحكم فكل ما عليه أن يتزوج بها، وبالطبع يرفض ويحاول
قتلها، وهنا تدخل الفتاة الملكة بالحرس والجنود ليلقوا عليهم القبض جراء اتفاقهم وخيانتهم،
وتعترف أنها خدعتهم بأن جعلت الجنود يلقون بتمثال شبيه لها بالنيل وليس هي .. لتخبر
الجميع بأن لولا العلم والتفكير ما وصلت لفكرة التمثال وكشف المؤامرة.
وبعدها تصحو من حلمها لتوجه الأطفال لأهميه العلم.
بالطبع المسرحية ليس لها أى علاقة بالنفايات أوحتي
بالإسم، وهذا ثاني خطأ لإسلام الكفراوي بالإعداد.
أما من ناحية الإخراج نجح في اختيار عناصر التمثيل
بالعرض وتوظيف الإضاءة وبساطة الديكور وتنقلاته بخفة وبشكل جمالي مريح وغير معقد.
ونجح أيضا بتوجيه أعضاء الأداء الإستعراضي، رغم
أنه وضع استعراضات بغير موضعها كمعادل موازى للأحداث، ولكن لا تظهر هذه لعموم المشاهدين
ولكن يلحظها المتمرسون بالمسرح والمتخصصون.
هناك أخطاء أشير إليها ببداية العرض، وهي تكرار
الحوار لمرتين فى أكثر من موضع والإطالة، فهذا يشعر المتفرج بشيء من الملل، ولم يكسر
هذه الحالة إلا جمال الإستعراضات والموسيقي.
وبمناسبة المؤثرات الموسيقية، أيضا خطأ وقع به
المخرج هو اختيار “موتيفات” موسيقية للأسف لا تخص حقبة زمن الفراعنة لما
فيها من آلات موسيقية شرقية حديثة، وكان
المفروض مؤثر موسيقى بآلات الهارب أو الناى المصريين.
العرض بالمجمل جميل ولكني نظرت إليه هذه النظرة
وأعتقد لم يلتفت المشاهدون لها.
الأدوار:
* قدمت “كلارا مينا” دور الفتاة الحالمة،
والحقيقة أنها موهبة فطرية وطبيعية ولا أجمل.
* المارد… محمد إسلام( ميدو)، خفة ظل وخفة حركة وممثل فطري وراقص متمكن.. موهبة قادمة تبشر بالخير.
* العرافة… “ملك حافظ“، ستشهد بورسعيد مستقبلا نجمة تتألق علي خشبات مسارح بورسعيد، ممثلة بأداء سهل
وممتع دون تكلف أو تصنع، وكأنها لا تمثل كأنها الشخصية التي تؤديها، ساعدها بذلك أنها
من خريجات مسرح الجامعة وأيضا لها تجربة واعدة بقومية بورسعيد برواية “واحة الغروب”.
* الوزير.. “فارس وائل” كمدرب استعراضات
مبهر ومتمكن وممثل جميل واعد، أجاد دوره وأجاد تدريب مجموعة الإستعراضات.
* الجدة.. “أسما متولي”، من كليه تربية
نوعية ببورسعيد، ممثلة واعدة أجادت دور الجدة رغم أنها صبية ببداية مرحله الشباب.
شكرا لباقي الممثلين وفريق الاستعراض.
شكرا لـ :
محمد الطناحي، حبيبة حافظ، يوسف الشاعر، أدهم
سلامة، محمود أشرف، ريتاچ شريف، لمي محمد، مريم إسماعيل، ريتال نصر، عمر الطناحي.
الديكور ليوسف الشاعر، همسة حسام، غناء بلال محمد،
آلاء مجدي.
تصميم استعراضات فارس وائل، إضاءة أندرو يسري،
مؤثرات صوتية يوسف المصري، مساعد إخراج ملك
حافظ، مخرج منفذ محمد شطا.
شكرا
إسلام الكفراوي.
بقلم – محمد مزروع