الحلقة الثانية “الأقدمية”
![]() |
مبادرة صلها تصل |
بقلم – أ.د أحمد
يوسف عزت
أحبائي الأعزاء…
نتحدث في هذه الحلقة،
عن الخرافة الثانية، من خرافات قطع الرحم (أعاذكم الله منه)، ألا وهي، خرافة: (الأقدمية).
فإن بعض الناس
– للأسف الشديد – يعتقدون أن الأقدمية السنية، معيار لصلة الرحمن، مثلا: يظن بعضهم
أنه يجب على الشخص الكبير (الجد، أو الخال، أو العم… إلخ)، أن يتواصل هو (أولا) مع
أولاد رحمه الصغار؛ وإلا فلا تواصل؟! وعلى النقيض من ذلك، فإن هناك عائلات أخرى، تظن
أن الصغار هم الذين يجب عليهم (بوصفهم صغارا) أن يتواصلوا هم (أولا) مع كبار العائلة،
وإلا فلا تواصل؟!. وهي خرافة لا أساس لها من الصحة، فإن معيار المفاضلة في التعامل
الإسلامي الصحيح، يكون التسابق والتنافس إلى فعل الخيرات، ومنه في سورة المطففين:
{وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}.
بل إن السرعة واجبة
في أداء الخيرات – وعلى رأسها صلة الرحم – دون التفات إلى معيار الأقدمية السنية، ومنه
قول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم، وجنة عرضها
السماوات والأرض، أعدت للمتقين}. دون أن يكون للعمر (كبيرا أو صغيرا) أدنى دور، في
أولية تواصل الأرحام.
لقد هدم الإسلام
هذه الأفكار المغلوطة – منذ مئات السنين – ووحد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خطابه
للكبير والصغير على حد سواء (اللهم إلا في أداء بعض الشعائر: مثل الإمامة في الصلوات،
وما شابه).
وعن أنس بن مالك
(رضي الله عنه)، في مسند الإمام الترمذي، قال: جاء شيخ يريد النبي (صلى الله عليه وسلم)،
فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): “ليس منا من
لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا”. أرجوكم (أحبائي) تجاوزوا هذه الخرافة، وسارعوا
إلى مرضاة الله؛ بصلة أرحامكم (صغيرا كان، أم كبيرا).
* الوصية الثانية:
(لا أقدمية في الأرحام).
#صلها_تصل
#رمضان2024_عام_الأرحام
#لايدخل_الجنة_قاطع
![]() |
د. أحمد يوسف عزت |