![]() |
مبادرة صلها تصل |
بقلم – أ.د. أحمد
يوسف عزت
أحبائي الأعزاء…
نتحدث في هذه الحلقة
عن الخرافة الرابعة من خرافات قطع الرحم – أعاذكم الله منه – ألا وهي خرافة: “الغيرة“.
والغيرة شعور نفسي
عميق، يترسخ في وجدان المرء، في سنيه الأولى، والغيرة مثلها مثل أي شعور إنساني، محمودة
ومطلوبة ولكن بقدر، ومن أمثلة الغيرة المطلوبة: الغيرة على الدين، والأوطان، والزوجة…إلخ،
بل إن عدم الغيرة على هؤلاء؛ يؤدي (يقينا) إلى هلاك الإنسان.
لكن الغيرة التي
نناقشها اليوم – على وجه التحديد – الغيرة الخبيثة، هي عبارة عن نزوع نفسي خبيث، وانحراف
شعوري مفاجيء ورهيب، يصيب أولاد الرحم الواحد، ويبدأ في السنوات الست الأولى من عمر
الإنسان: (فترة تبلور الأفكار الجنسية، والمفاهيم المقدسة، وفكرة الثواب والعقاب، ومرتكزات
طبيعة شخصية الإنسان كلها)، ومنه مثلا: غيرة الأخت من أختها (وهو نمط شعوري سائد في
المجتمعات العربية)، وغيرة الأخ من أخيه، وغيرة الأخت من أخيها، وغيرة المرأة من إبنة
خالتها، أو ابنة عمتها…إلخ.
تلك الغيرة قد
توصل الشخص الذي يغير والذي يغار منه، إلى حافة الهلاك المحتوم (وكم من إخوة قتل أحدهم
الآخر من أجل الغيرة، ومن ذلك قضية: قابيل الذي قتل هابيل، وإخوة يوسف الذين كادوا
لأخيهم؛ وألقوا به إلى مصير مجهول…إلخ).
إن الغيرة الخبيثة
التي توجد بين أولاد الرحم، من الأسباب البشعة لقطيعة الأرحام، وللأسف الشديد في أوقات
كثيرة تكون الأسرة هي السبب الأساسي، في إشاعة الغيرة بين أبناء الرحم الواحد، ومن
ذلك:
– تفضيل الإبنة
الكبرى على أختها الصغرى (هذا التمييز يؤدي إلى أنانية الكبرى، وحقد وغيرة الصغرى)
وربما العكس.
– تفضيل أخ على
أخيه؛ لأنه الأوسم شكلا، أو الأذكى تحصيلا، أو الأكثر وجاهة…إلخ.
– التنمر (وهو
سبب راسخ، من أسباب شيوع الغيرة بين أبناء الرحم)؛ كأن يتنمر أفراد العائلة على أحد
أفرادها لشيء في خلقته، أو طريقة حديثه، أو خجله وعزوفه؛ في حين أنهم يقدرون أخيه،
أو أختها؛ مما يشعل فتيل الغيرة الخبيثة، بين أبناء الرحم الواحد.
الخطير جدا في
هذا الشعور المنحرف؛ أنه لا يسقط بالتقادم، ويظل ما في قلب الشخص تجاه أخيه، وتجاه
أختها، قائما لا يزول، والنار مستعرة لا تنطفأ؛ فيسهل حينها قطع الأرحام، بين أقرب
الأقربين (وفي بعض الأحيان، تتعدى الغيرة الخبيثة، حدود الحياة نفسها).
وإنني لأناشد الأسر
(وتحديدا: الأب والأم) مهما كان حبهم لفرد من أبنائهم أو ذويهم، ألا يظهروا ذلك؛ دون
أن يشيدوا بالطرف الآخر (ولو كان كذبا)، وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؛ حين
قال في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري: “اتقوا الله، واعدلوا بين أولادكم”.
الوصية الرابعة:
(لا غيرة في الرحم).
#صلها_تصل
#رمضان2024_عام_الأرحام
#لايدخل_الجنة_قاطع
![]() |
أ.د. أحمد يوسف عزت |