اخبارفنمقالات

مبادرة “صلها .. تصل” .. الحلقة السادسة “الاحتقار”

 

مبادرة صلها تصل

بقلم – أ.د. أحمد
يوسف عزت

أحبائي الأعزاء…

نتحدث في هذه الحلقة،
عن الخرافة السادسة، من خرافات قطع الرحم (أعاذكم الله منه)، ألا وهي، خرافة: (الاحتقار).

والاحتقار هو الاشمئزاز
والنفور من الآخر، وهو شعور ينبع من: الكبر، والتعالي، وهو شعور مذموم ومرفوض (تماما)
في الإسلام؛ لأن الإنسان (أصلا)، عبارة عن كتلة بسيطة من الطين، نفخت فيها الروح.

ولقد أنعم الله
– الملك الكريم – على الإنسان بنعم كثيرة (لا تُعَد، ولا تُحصَى)، فليس من الذكاء أو
المنطق؛ أن تتباهى وتتكبر (حفنة من الطين)، على أختها ! ولقد قال الله – العزيز القدير
– في سورة النحل: {وما بكم من نعمة فمن الله}، هذا في: المال، والجاه، والسلطة (عرض
الدنيا الزائل)؛ وحتى في (العلم).

فلقد أثبت الله
تعالى لعبيده، أنه (فوق كل ذي علم عليم)، ولنا في قصة سيدنا موسى (عليه السلام)، مع
الخضر (رضي الله عنه)، أروع الأمثلة؛ في ضرورة اليقين، أن الإنسان سيظل إنسانا ضعيفا
(مهما علا شأنه)، أما في الأرحام، فإن (الاحتقار) هو الجرم العظيم، الذي يرتكب يوميا؛
فتقطع به أعظم الصلات، بين بني الرحم الواحد.

فتجد مثلا أفراد
عائلة قدر لهم أن يكون لهم شيء من المال، يترفعون على أولاد أعمامهم (أو أخوالهم…
إلخ)، وينفرون منهم (نفور السليم من الأجرب)، بحجة أن الفرع الفقير، سيصيب الفرع الغني
بالعار والسخرية، وأنهم (مهما بلغ تقواهم) ما هم إلا شحاذون (جرابيع)، يريدون أن يبتزوا
أموال الفرع الغني، وسلطانهم (ومنه مثلا: إمرأة تزوجت من رجل ثري، تأنف من أختها التي
تزوجت من رجل رقيق الحال، بل إنها تبعد أبناءها عن أبناء أختها!).

وقِس على هذا الهراء
الرهيب، الآلاف والآلاف من البشر، في عموم مصر، والوطن العربي (إلا من رحم ربي من العائلات
الأصيلة ذات التاريخ، وهم للأسف الشديد قليلون)، وكم شاهدت أناسا (يحسبهم الغافلون
أرباب الشرف والعلاء) وهم في حقيقة الأمر، أناس يحتقرون فروع عائلاتهم الفقيرة.

وترى أبناء الفرع
الغني، إن أراد أحدهم، فعل معروف مع بني رحمه الفقير، يتوجه إليهم في مناسبة من المناسبات،
ويشيح لهم بيديه من زجاج سيارته الفارهة، ليلقي لهم بكيس من اللحم (كأنهم كلاب في زقاق)،
أو ظرف هزيل من الأموال، وتحس أن يديه تأنفان أن تسلم على أخيه، وابن رحمه! (ما هذا
العبث؟!) وهو ما نهى عنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ففي صحيح مسلم، عن ابن مسعود
– رضي الله عنه – عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: “لا يدخل الجنة، من كان
في قلبه مثقال ذرة من كبر”، فقال رجل: “إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا،
ونعله حسنة، فقال: “إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بطر الحق (أي: دفعه، وإنكاره)،
وغمط الناس (أي: التكبر عليهم)”، وفي قول مأثور، عن أبي بكر الصديق (رضي الله
عنه وأرضاه): “لا يحقرن أحدٌ أحدًا من المسلمين، فإن صغير المسلمين عند الله كبير”.

أرجوكم أحبائي
وأعزائي، أعيدوا النظر في خرافة الاحتقار، وليتذكر أفراد العائلة الواحدة (غنيها، وفقيرها)
أنهم أبناء رحم واحد، أتوا من دم واحد ونسل واحد، وأنهم (عزوة) بعضهم بعضا (يساعد بعضهم
بعضا، ويخدم بعضهم بعضا، بمنتهى الحب والعطف والمودة). وأن مال الغني، سيزداد (بمشيئة
الله تعالى) بتواصله الكامل والمتجدد، مع فروع عائلته الفقيرة (والعكس صحيح، فلا ينبغي
أن ينظر الفرع الفقير إلى الفرع الغني، نظرة حقد وحسد؛ إيمانا منهم، بأن الله سبحانه
هو العدل، وهو مقسم الأرزاق).

الوصية السادسة:
(لا احتقار في الأرحام)
.

#صلها_تصل

#رمضان2024_عام_الأرحام

#لايدخل_الجنة_قاطع

أ.د. أحمد يوسف عزت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى