“حكايات عم شلبي”.. تأليف حسن خلف حسين

الحلقة السابعة

إطلالة عم شلبي تسعد قلبى، تجعلنى دومًا فى شغف
لسماع حفيف هذه الشجرة العتيقة، الآن أنضم إلى روحي لكنه على غير عادته هذه المرة متجهم
عبوس فسألته:

– مالك اشلبوكة اجميل؟

 بنفس
التكشيرة يرد:

– إنت السبب في اللي أنا فيه، الأول قبل ما اكلمك
هات راسك أبوسها (أمسك برأسي فأبعدته بلطف)، منمتش بسببك من امبارح وانا حاسس بالذنب،
فاكر لما قولتلك أنك كاتب سَكَّة علي قدك، يعني كاتب هلبوأه…

يعني بسمِن ومِن..

رديت عليه بسرعة أخفف عنه:

– ما كل الناس بتقولى كده خاصةً صحابى وانت صاحبى،
يا راجل ما تحطش فى بالك إنت قلت الحقيقة.

 (هب واقفًا
يشيح بيديه قائلًا):

– لاااااا العفو إنت علي راسي والملافظ سعد، سيدنا
عمر قال: البر شئ هين، وجه بشوش ولسان لين، أنا هربت منى وكنت دغوف معاك، وحياة سيدك
النبي تسامحنى.

– إنت حساس يا شلبو وضميرك بيولع فيك أكتر من
اللازم، مسامحك مع إنك مقولتش غير حقيقة إني لامؤاخذة كاتب تعبان ولسه باتعالج كخخخخخخ،
(مغيرًا الموضوع) إيه اللى فى إيدك ده يا شلبوكة ؟

– (بسعادة) دي مجلة إسمها “الصين اليوم”،
مجلة شهرية الوحيد اللى بيبيعها كٌشك عرابي اللي جنب إيرادات المية فى بورفؤاد بيحجز
لى نسخة كل شهر، صدقنى أنا بحب شعب الصين وباحترمهم، ناس ملهومش فى اللت والعجن، شغلهم
وبس، لا لقيت فيهم واحد حرامى ولا نصاب زى اللي شفتهم فى كل موانى العالم اللي روحتها.

– (بفضول) بكام سعرها يا شلبو؟

– (بإصبعين) جوز جنيهات إتنين جنيه (فتحها لأتفحصها
وهو يشرح):

– شايف 80 صفحة وألوان فاخرة، (يقلب الصفحات)
موضوع بعنوان “المصير المشترك من رؤية إلى واقع في عشرة سنوات”، عنوان أخر”
الصين وأفريقيا نحو روابط مشتركة “، وموضوعات أخرى متنوعة منها “إتجاه جديد
لاقتصاد الطفل فى الصين”.

    (أخذ
يدعك بيديه في وجهه، بنبرة حزينة قال):

– شوفت الصينيين بيعملوا إيه فينا واحنا بنتفرج
ع الهلس، ومركزين قوى فى الهيافة زى جعفر العمدة وخالتى فرنسا هههه، وكمان إيه يهدوا
فى بورسعيد متحف عشان يبنوا أبراج ل اللي يدفع يا معلم، يبيعوا تاريخ بلد بشوية فلوس،
(حماس وانفعال) ياراجل فى الدول اللى عايشين فى فقر تلاقى بيت ملوش أى لازمة تلاقيهم
محافظين عليه، ويقولك كان عايش فيه فنان ومات عاملينه متحف، واحنا نهد متحف جميل موجود
من قبل الهجرة !!! .. يا مصيبتى السودة يا ولاد، ويا خيبتك يا أم الفقير، والله والله….

– ( قاطعته مشفقًا علي صحته) إهدي يا شلبو، إقعد
بس وخليها على الله.

– (يزداد انفعاله): هو ربنا يخلصه اللي بيحصل
ده في تاريخنا والله والله حرام، (نظر نحوي بغيظ وارتفع صوته) وقال:

– إيه أنا جيت زعلان عشان قولتلك كاتب تعبان وعلي
قدك، لعلمك بقي إنت وكل التعبانين الي زيك اللي بتقولوا انكم مثقفين محتاجين شم النسيم
ونخلص منكم، (إنصرف دون سلام)

بقلم الكاتب والروائى/ حسن
خلف حسين

حسن خلف