بالصور.. عمالقة الأدب والشعر يناقشون ديوان مها الجمل “رفيف حناجر الأقحوان”
![]() |
مناقشة ديوان مها الجمل رفيف حناجر الأقحوان |
كتب – محمد ياسر
تصوير: دنيا
طيرة – هويدا السقا
إستضافت مكتبة
مصر العامة برئاسة ممدوح التابعي، مساء أمس، ضيوف الشاعرة مها الجمل، وذلك لمناقشة
ديوانها الشعري الذي حمل عنوان “رفيف حناجر الأقحوان”، بقاعة المؤتمرات
بالمكتبة، وبحضور كوكبة من أدباء وشعراء ومثقفي وإعلاميي بورسعيد والمهتمين بالأدب
والثقافة من الشخصيات العامة.
ناقش الديوان
الكاتب والناقد والسيناريست عبدالفتاح البيه، الشاعر والناقد محمد المساعيدي،
والأديب والناقد أسامة المصري.
بدأ اللقاء
بترحيب من الشاعرة والأديبة مها الجمل للحضور، وتلى ذلك بداية تناول السيناريست
عبدالفتاح البيه للديوان المطروح للمناقشة، حيث كانت كلمة البيه عن دراسة جماليات قصيدة
النثر في ديوان “رفيف حناجر الأقحوان”.
![]() |
السيناريست عبدالفتاح البيه |
وأشار البيه
أن قصائد مها الجمل النثرية تتسم بالإيجاز والمجاز والكثافة، وبلاغة نحت الصور مستخدمة
تقنيات التناقض والتضاد في تمرد فوضوي تحكمه
بصرامة قواعد وقوانين قصيدة النثر.
وأضاف البيه
أن الجمل شاعرة تقف في صف الكبار تجدد ولا تبدد، تعتني باللغة العربية وتتمرد علي بحور
الجليل وتصنع إيقاع خاص وموسيقي للكلمات، وتم تأويل وتحليل القصائد بمنهج يتفق وقوانين
قصيدة النثر التي تعتبر “نثر” و”شعر” في آنٍ واحد، منوها أن
الجمل أنْسَنَتْ وشَيَّأَتْ الموجودات الغير عاقلة، وجعلتنا نحس بمشاعرها.
![]() |
الشاعر محمد المساعيدي |
وأكد
عبدالفتاح البيه أن قصائد مها الجمل لا تعطي أسماءًا للشخوص والأماكن والأزمنة،
حيث أنها تكتب للأنسان والإنسانية، وتتناص مع المثيولوجية الدينية، قائلا: “إستمتعت
في دهشة بهذا الإبداع المتميز والمتجاوز في حداثة جديدة”.
ومن جانبه؛
بدأ الشاعر محمد المساعيدي – الحاصل علي جائزة أحمد فؤاد نجم في الشعر – كلمته مرحبا
بالحضور باسم صعيد مصر ومن مدينة “سوهاج” التي ينتمي إليها، لافتا أن
هذا الديوان تناول بحق أشياء خاصة جدا تناولها بالتفصيل الكاتب الكبير عبدالفتاح
البيه في مداخلته، وأنه لن يضيف عليه الكثير، وأنه يتصور أن مها الجمل لم تختر هذا العنوان عشوائيا ويعتقد أن ديوان رفيف
حناجر الأقحوان يشبهها كثيرا.
![]() |
الناقد أسامة المصري |
وألمح
المساعيدي أن “الجمل” قالت أكثر من جملة غريبة في إهدائها لهذا الديوان
منها:
– خيانة
الجرأة والبوح بالصمت.
– وكيف يكون
البوح صامتا، وقياسا على هاتين العبارتين كل المعاني المترادفة من تراكيب.
واختتم
المساعيدي مداخلته قائلا؛ “إن الأدب بخير طالما أن الباسلة بخير، مثمناً هذا
الإبداع المتفجر (على حد قوله) الذي قدمته الشاعرة مها الجمل، ومطالبا بالإهتمام
بأدباء وشعراء بورسعيد.
ثم قام الشاعر
محمد المساعيدي بإلقاء بعض أبيات من بعض قصائده مثل قصيدة: “يا أجمل بت من
قبلي”، و “أنا صعيدي”.
ثم ألقت مها
الجمل بعضا من أبيات قصيدتها “إغتيال الياسمين” خلال المناقشة.
![]() |
الأديب محمد خضير |
وتلى ذلك مناقشة
الكاتب والناقد أسامة المصري للديوان، بدأه بإبداء سعادته بوجوده مع مها الجمل،
والتي يشرفها أنها أحد الشعراء الذين ينشرون ديوانا من خارج المؤسسة الثقافية
بمصر، وحيا إصرارها على نشر أكثر من ديوان على نفقتها الخاصة، هروبا من ضغوط
المؤسسة والروتين وغيره، لافتا أن هذا اللقاء ليس أول لقاء معها حيث ناقش لها أحد
الأعمال في السابق.
وأشار المصري
أنه سيتناول نقاشه من خلال نسقين؛ أحدهما مع، والآخر ضد، من منطلق أن النقد هو رأي
شخصي في عمل المبدع، وأصبح ملكا لكل من يقرأه، وكل إنسان له الحق أن يرى العمل من
وجهة نظره لأنه أصبح ملكا للمتلقي وبالتالي أصبح لنا الحق أن نتفق أو نختلف.
![]() |
دروع المكرمين |
ولفت المصري
أن زهرة “الأقحوان” هي زهرة صفراء بداخلها حبوب تظهر مثل الشمس، ومع أن
الديوان يظهر باللون البنفسجي، فهنا يكتشف المتلقي أن البنفسج يرمز للحزن، وأن مها
تكلمت عن الخريف كبطل للديوان فاتضح أن الصورة كانت معبرة عن مضمون الديوان الذي
يتكلم عن الخريف كمحطة أخيرة يأتي بعده الشتاء، كما أشار إلى التضاد بين الخريف
والربيع بالديوان، كما أنه في مقدمة الديوان تتكلم بحس المرأة إيحاءا إلى ظهور
الشعر الأبيض عند المرأة كدليل على نهاية الشكل بالخريف أو للحياة مثل ظهور
الخريف.
![]() |
الإعلامي أشرف الريس |
وقال المصري:
” مها الجمل مسلمة ولديها جزء إيماني جعلها تلجأ للتناص ووجود كم ضخم للتناص
بنصوص الديوان ولذلك تحصنت بالإيمان”، كذلك وجود الحس الصوفي بشكل ملحوظ جدا
لديها سواء في العبارات والصور أو هجر لعالم الآخرين.
وأضاف أسامة
المصري أن الشاعرة مها الجمل لديها قدرة رائعة في الإنتقال في الزمان والمكان،
ونجد أن الأشياء الموجودة تصلح بدون الإنسان، لذا نستطيع أن نؤنسن الأشياء
الموجودة وهو ما فعلته بقصائدها، مشيرا أنها لما تكلمت عن الخريف والربيع فهي
تكلمت عن التمرد، وأن التناسب التراكمي في إصدار الأفعال المضارعة يحدث حركة حضور
فيها.
![]() |
الإعلامي محمد ياسر |
ثم تناول
المصري المؤاخذات بديوان مها الجمل وجاءت كما يلي:
– كثير من
التمدد والتكرار.
– عدم تقطيع
النص الشعري.
– إستخدام
ألفاظ معجمية يصعب فهمها.
– عندها شهوة
الكتابة بتواصل دون توقف، ينتج عنه أشياء مشوهة.
– الإحساس
بالفقد وهو عدم القدرة على التخلي بشجاعة عما تكتب.
– عندها تطور
موجود لكن بطئ جدا على مستوى المواضيع.
![]() |
الإعلامي جمال عبدالقادر |
وأشار إلى أن
النقد يجب أن يكون فيما قبل النشر وليس بعده، وهو شخصيا يفضل أن يكون النقد قبل
صدور العمل، مؤكدا أن العمل في النهاية في مجمله عمل رائع ويتوافق بين ساعات الخير
وساعات الشر، ومحتواه شيق للغاية.
ثم اختتمت
المناقشة بتكريم الشاعرة مها الجمل للمنصة حيث قدمت دروعا للسيناريست عبد الفتاح
البيه، والشاعر محمد المساعيدي، والناقد أسامة المصري، والأديب محمد خضير.
![]() |
الإعلامية دنيا طيرة |
كما قدمت الشاعرة
مها الجمل شهادات تقدير مقدمة منها ومن “الإتحاد الدولي للأدباء والشعراء
العرب”، و “مؤسسة الشعراء والأدباء والمبدعين العرب” لبعض
الإعلاميين منهم:
الإعلامي أشرف
الريس رئيس مجلس إدارة جريدة الشراع.
الإعلامي محمد ياسر المشرف العام على جريدة الشراع.
الإعلامي جمال
عبد القادر “صوت الجمهورية الحر”.
والمصورة الصحفية
دنيا طيرة “وكالة رؤية نيوز”.
الإعلامي أحمد
رمزي وغيرهم، تقديرا لهم على دورهم في متابعة الحركة الأدبية والثقافية والفنية
ببورسعيد.
![]() |
الإعلامي أحمد رمزي |